ألقى الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي كلمة أثناء تفقد عناصر المنطقة الغربية العسكرية القريبة من الحدود الليبية، وقد كانت مترعة بالرمزية والرسائل. فقد تحدث الرئيس المصري عن جاهزية الجيش المصري للدفاع عن مصر داخل وخارج حدودها، وبأنه لن يسمح بأي تهديد لأمن مصر الغربية. كما اعتبر أن مدينتي سرت والجفرة خط أحمر بالنسبة لمصر. وتأتي رسالة الرئيس المصري استكمالاً للرسائل المتعددة التي وجهت إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن ما يفعله هو ومرتزقته في غرب ليبيا يمكن أن يفتح أبواب الجحيم على مصراعيه. صحيح أن أردوغان يستغل ضعف المواقف الأوروبية وضبابية المواقف الأمريكية ولكن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر، ولا يمكن أن تصبح ليبيا قاعدة لغزو تركي سوف يهدد جميع دول المنطقة بلا استثناء. قالتها فرنسا قبل ذلك وحذرت بأن الخطوة التركية بالتدخل العسكري المباشر على الساحة الليبية سوف تدفع البلاد نحو وضع شبيه بالحالة السورية، بحيث يصبح الصراع هناك حرباً بالوكالة. ومع ذلك أصر أردوغان على اندفاعته معتقداً أنها نزهة سوف يحقق من خلالها أهدافه بالسيطرة على العالم العربي واحتلاله سواء بشكل مباشر كما يحدث في أجزاء من سوريا وبعض المناطق في شمال العراق، أو بالوكالة عبر عملاء وجماعات متطرفة تمت رعايتها وتنميتها على امتداد السنوات الماضية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين التي تحولت هي وفروعها مخلب قط في جسد الأمة يوجهها أردوغان أنى شاء.
لا تخفي مصر ولا يخفي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رفضه للمليشيات المتطرفة الموجودة في غرب ليبيا ويدرك هو قبل غيره مدى خطورة تلك الجماعات التي منعت قيام الدولة الليبية، بل ومنعت حتى حكومة السراج أن تقوم بمهامها، وكم من مرة دخلت بعض المليشيات بأسلحتها على (مؤسسات الدولة الليبية) لفرض أجندتها. أما الحليف التركي لتلك المليشيات فلم يترك مناسبة إلا واعتبر نفسه وصيّاً على مصر، وراح يمنح صكوك الشرعية لهذا الطرف ويمنعها عن طرف آخر. وهو يعمل ليل نهار للإطاحة بالنظام السياسي المصري، ويرعى جماعات وتنظيمات تعلن بكل حين أن هدفها هو الإطاحة بالقيادة المصرية. هذا ما يفعله أردوغان وهو على بعد آلاف الكيلومترات عن الحدود المصرية كيف إذا أصبح موجوداً بتنظيماته الإرهابية ومرتزقته ومتطرفيه على تلك الحدود. التدخل في ليبيا ليس رفاهية سياسية، وليس مكاسب على طاولة الحسابات الاستراتيجية، وإنما مسألة حياة أو موت، بقاء أو زوال، أمن أو لاـ أمن. الجيش المصري من أقوى جيوش المنطقة ولكنه جيش رشيد كما قال السيسي؛ لذلك فإن هناك هامشاً للعمل السياسي للوصول إلى تسوية، تسعى إليها كل الأطراف التي تدرك خطورة الوضع، فهل بقي هناك قليل من عقل لدى حاكم أنقرة يجنب المنطقة وضعاً قد يخرج عن السيطرة ويجعل الجيش المصري والقيادة المصرية تلجأ إلى آخر العلاج وهو الكي.
باحث سياسي
ramialkhalife@
لا تخفي مصر ولا يخفي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رفضه للمليشيات المتطرفة الموجودة في غرب ليبيا ويدرك هو قبل غيره مدى خطورة تلك الجماعات التي منعت قيام الدولة الليبية، بل ومنعت حتى حكومة السراج أن تقوم بمهامها، وكم من مرة دخلت بعض المليشيات بأسلحتها على (مؤسسات الدولة الليبية) لفرض أجندتها. أما الحليف التركي لتلك المليشيات فلم يترك مناسبة إلا واعتبر نفسه وصيّاً على مصر، وراح يمنح صكوك الشرعية لهذا الطرف ويمنعها عن طرف آخر. وهو يعمل ليل نهار للإطاحة بالنظام السياسي المصري، ويرعى جماعات وتنظيمات تعلن بكل حين أن هدفها هو الإطاحة بالقيادة المصرية. هذا ما يفعله أردوغان وهو على بعد آلاف الكيلومترات عن الحدود المصرية كيف إذا أصبح موجوداً بتنظيماته الإرهابية ومرتزقته ومتطرفيه على تلك الحدود. التدخل في ليبيا ليس رفاهية سياسية، وليس مكاسب على طاولة الحسابات الاستراتيجية، وإنما مسألة حياة أو موت، بقاء أو زوال، أمن أو لاـ أمن. الجيش المصري من أقوى جيوش المنطقة ولكنه جيش رشيد كما قال السيسي؛ لذلك فإن هناك هامشاً للعمل السياسي للوصول إلى تسوية، تسعى إليها كل الأطراف التي تدرك خطورة الوضع، فهل بقي هناك قليل من عقل لدى حاكم أنقرة يجنب المنطقة وضعاً قد يخرج عن السيطرة ويجعل الجيش المصري والقيادة المصرية تلجأ إلى آخر العلاج وهو الكي.
باحث سياسي
ramialkhalife@